شكراً لكم.. طعناتكم وصلتْ
والسّهمُ لم يقتلْ سوى أوهامكمْ
بدرُ العيون دمٌ كشاهدة لأسْماء الوفاءْ
مصلوب فوق فم الحقيقة كالمسيحْ
ومزارع جسمي مرايا للجراحْ
والنـّـار أحلاها على كبدي
شكراً لكمْ..لا ظلَّ لي غيري أنا
لا قيس بي يشدو لقاءً قربكمْ
هو عالمٌ إعجازُ نخـْل يرتدي عللا
شمع الأماني لا يضيءُ النّغمة الحبلى بإيقاع الدّجى
تكبيرة الرؤيا هشيم فاض كالفتوى لكم
والنـّاي في تابوته العالي الصممْ
يطوي بلا كفن يواري ما جرى
يغفو على صخب الرّضا
شكراً لكم.. لا ظلَّ لي غيري أنا
والنّصل كالنغمات يفترش المهجْ
تنهيدتي مالتْ على جدران خلّ الوحدة
لي حامض الوقت المغرّد بالتعب
مثوى معطّر في رحيق المنتهى
طيرُ الحباري لم يعدْ قلبي على زند القصائد يكتوي..
كحلُ الكآبة كالثعالب يخدع ..
ثكلى المعاني حين تبسط وجدها
وضفائر الإلهام فارغة السّنابل حالها
حبّاتها ترخي على شرفاتها عدماً
شكراً لكم..
دقــّاتُ قلبي كالحجر
وستائرُ الإحساس طارتْ مودعهْ
خرساء تمضي للأفولْ
أهي الكلام المرتدي شوك المدارْ؟
يغزو فراشة أعيني جيش الغبارْ
ومنافذُ الصّلصال مشنقةٌ تعنّي في مواويل الصّدى
زنزانة الآتي بفوضاها أنا
جلّاد يكتم خافق المشتاق في أصفاده
وعناكب الحسرات تلتهم غيمة النسيان بالنسيانْ
ورماد ما ترك الفؤادْ بباب المفرداتْ
فأنا على فرح القصيدة نعوتي
قدّتْ خلايا الورْد مني كالصّديقْ
شكراً لكم
شكراً لكم ..لا ظلَّ لي غيري أنا
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق