موسيقى

الاثنين، 30 مايو 2016

(ثمالات الزَّبَد ) : ( نبيل عبدالوهاب الجباري)

(ثمالات الزَّبَد ) :

إليها دون علمٍ مني، بإيقاع يراعٍ، ورقصة مجدافٍ،

وأهازيج جنون:


قالت لشعرك سحرٌ لستُ أُخفيهِ

ورونقٌ ليت شعري ما أُسمّيهِ

لمّا قرأتك شعراً في الدجى هطلتْ

سحابةُ الطيف بالذكرى لترويهِ

ذبتُ اشتياقاً وأزهار الضحى خطبتْ

في منبر الشوق أني ذائبٌ فيهِ

من شُرفة الحرف طلَّ العطرُ، أحسبني

أنّي مع الريح ألهو في روابيهِ

من يبعث الشعر، هذا البينُ يسألني

عيّتْ جواباً حروفي أنْ أُلبِّيهِ

هل يأفلُ الشعر؟ قلتُ الشعر كوكبُهُ

تلك العيون، إذا أفْنتْهُ تُحْييهِ

من أخمص الطيف حتى النجم تهتُ بهِ

ونبضةُ القلب ما انفكتْ تُغَنّيهِ

ِيا شرعة البوح في الكفّ التي غزلتْ

خيط الحنين بمعنىً ليس تحكيهِ

أمستْ مرايا عيوني في قصائدهِ

تعانق الحرف تِحناناً وتُدنيهِ

كيف استراحتْ أماني القلب في يدِهِ؟!

وكيف آوتْ إلى قلبي أمانيهِ ؟!

قلبي حكايةُ نبضٍ لستُ أعرفهُ

فكيف صرتُ بهذا النّبض أفديهِ ؟!

في لفحة الشوق، إنسان الهوى، أملي

أنْ يشعل النّار في قلبي ويُذْكِيهِ

أمستْ متاهاتُ روحي، ظلّهُ، فمتى

لم يبقَ للظلّ بوحٌ صرتُ أبكيهِ

هذا عبيرُ خيالٍ في أزقّتِهِ
يطوف بالروح سبْعاً حين تؤويهِ

قالتْ لحرفك نورٌ كدتُ أُبصِرهُ

وخُصْلةٌ من ربيعٍ في منافيهِ

لو جاوز الفجرُ ليلي صرتُ عاجزةً

أأهجر الليل أم أغدو فأرثيهِ

أما ترى الوصل قد ضنَّ البعادُ
بهِ ؟!

ولو تمكّنَ من وصلي سأكفيهِ

قالتْ لنظمك أدواحٌ تجود بهِ

وهل ستثمر واحاتي لأُعطيهِ

قلبي رفيق سؤالٍ عن مفاتنها

كيف الجوابُ؟ أيكفي أنْ أُمنِّيهِ؟!

للبوح جذوة إلهامٍ تباركُهُ

وهل سيأتي زمانٌ سوف تطفيهِ ؟!

قلنا وأيُّ حديثٍ لا قلوب لهُ

إلا التي أزمعتْ صرْماً لتؤذيهِ

للشعر بلْسمُهُ السامي، ورقَّتُهُ

وإنْ توانى، هو الظمآن فاسقيهِ
 

( نبيل عبدالوهاب الجباري)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق