موسيقى

الأحد، 24 يوليو 2016

أهواءٌ وأنواء بقلم الشاعرة زكيَّة أبو شاويش

أهواءٌ وأنواء

لا أحملُ الهمَّ من رزقٍ إذا ارتحلا___ولا العناء لشيءٍ ليس مكتملا

ولن أعيش مع الأحلام في زمنٍ___إن كلُّ من فيهِ قد لا يرتجي أملا

ولن أُعلِّقُ نفسي بعد ما برأت___مِمَّن يبيتُ مع الأهواءِ مرتحلا

كَبُرتِ يا نفسُ لا يعلوكِ مُندحرٌ___ مع كلِّ نائبةٍ ترديهِ مُنتَعَلا

كبُرتِ حتَّى علوتِ السُّحْبَ في ثقةٍ___إنَّ الَّذي قدَّرَالرّحمنُ قد حصلا

قدأُغلقُ البابَ عن ماضٍ فقد رحلا___ولا أُفتّحُ أبواباً لمن شُغِلا

في عزلةٍ صرفت منِّي الهمومَ وذا ___أمرٌيؤرِّقُ أوطاناً بها اشتعلا

شمسٌ قد انطفأت بالشَّرِّ من أُممٍ___حربٌ لظاها يدكُّ الدِّيَن والمِلَلا
 

في كُلِّ شبرٍ دمٌ يغلي ومنعتقٌ ___والهُدمُ يصرعُ من أهوالِهِ جبلا

والرِّيحُ تعصفُ في قلبِ الجنونِ كمن___يحبو بمنزلقٍ من طلقٍةٍ جَفَلا

من قلبِ شاهقةٍ تعلو بها لغةٌ ___فوق السُّطوحِ رأت ما كان مُنْدَمِلا
 

واللَّيلُ يغفوعلى أعتابِ مَظلمةٍ___قد كان فجرٌلها لم يدرِ من قتلا

تسبيحُ أوردةٍ من جوفِها بصقت___على الأنامِ بضعفٍ يُتْبِعُ المللا

سالت دماءُ النوى بالقربِ من جبلٍ___تُفتِّتُ الصَّخر يا أعرابُ من سألا

قد مالت الرِّيحُ عنكم يومَ أن سمعت___أنَّاتِ جرحى وما حفلت بمن قُتِلا

الكلُّ في الهمِّ شركٌ لاأبالك يا ___من تعلم الحقَّ هل ناشدتَ مُبتَهَلا

يا ربِّ سلِّم وحرِّم مِنْ دمٍ ولظىً___فأنت تقدِرُ أن تحيي لنا الأملا
 

هذا سلامٌ بعيدٌ عن عشيرتنا___ والثَّأرُ باقٍ كما كان الجوى عَقَلا 

في الصَّدر داءٌ ولا يشفي لنا عللاً___كلُّ الدَّواءِ بعيدٌ ليس من أكلا

أردتُ أنصحُ من لم يمتلك أُذناً ___فغابَ نصحيَ في جوفٍ وزادَ بَلا

أُخادِعُ القلبَ لا تسمع لمن عبرت___كان الطريقُ على جُرفٍ دحا بللا
 

والصِّدقُ غابَ فلا ندري لهُ أثراً ___حرِّيةٌ جَهِلت والكُلُّ قد غزلا

أعودُ للنَّفسِ حيرى لا أكادُ أرى___ إلا الإلهَ وصبري يقصمُ الجملا

قد نأكل الصَّبرَمع جذرٍولا أملٌ___يلوحُ في أُفقٍ أن نترك العملا

"أعِدُّوا لهم ما استطعتم" ما بكم خورٌ___والبخلُ في عملٍ لاعاشَ من بخلا

عودوا لأمجادكم يا أهل مكرمةٍ ___والخلعُ حقٌ لأُنثى لا ترى بطلا

صلّى الإلهُ على المبعوثِ في أُممٍ___للحقِّ ينصحُ لا دَحْرَاً لِمَن جَهِلَا

أعدادَ من نصروا ديناً ومعتقداً ___ أوكان حالُهمُ ضعفاً ومنخذلا

الجمعة 17 شوال 1437ه
22 يوليو 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق